فصل: بعض جوانب الإعجاز العلمي في سورة يوسف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



المحنة الرابعة:
التحرش الجنسي الجماعي: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [يوسف: 33]
المحنة الخامسة:
السجن ظلمًا (الاحتياطي): {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} [يوسف: 35].
ملاحظات:
1- واجب الدعوة إلى الله حتى في السجن: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: 39].
2- إذًا فاسأل الله: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} [يوسف: 42].
3- علاقة الشيطان بالنسيان عند الإنسان:
أ-: {وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].
ب-: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} [يوسف: 42].
ج-: {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ...} [الكهف: 63].
د-: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} [المجادلة: 19].
4- الإشارة إلى عدم أحقية العالِم (بكسر اللام الثانية) في حجب العلم أو الامتناع عن الفتوى لمن يطلبها.
5- اللين والأدب والحياء في التظلم إلى ولي الأمر: {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50].
6- واجب استجلاء الأمور من ولي الأمر: {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ}.
7- إعلان براءة يوسف: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}.
8- اعتراف امرأة العزيز: {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف: 51].
9- تقريب الملك ليوسف: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} [يوسف: 54].
10- مؤهلات تولي الإمارة: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55].
نعم الله على يوسف عليه السلام:
1- الخروج من السجن: {إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ...} [يوسف: 100].
2- التمكين في الأرض: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} [يوسف: 54].: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55].
3- لقاء الأشتات:
وقد يجمع الله شتيتين بعدما يظنان كل الظن أنهما لا يتلاقيا:
{وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} [يوسف: 58].
4- الترغيب والترهيب لإخوانه:
أ- الترغيب: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [يوسف: 59].
ب-الترهيب: {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ} [يوسف: 60].
5- اعتراف إخوته ضمنًا بنفس أسلوبهم الإجرامي الذي اتبعوه مع يوسف: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} [يوسف: 61].
6- الجزاء من جنس العمل: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} [يوسف: 70].
أ- العقاب النفسي جزاء جرائمهم السابقة.
ب- لتطبيق قوانين مصر على أخيه (الاسترقاق).
ج- المكر الخير: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]. وقوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: 54].
7- انتقال أبويه وإخوته من البدو إلى الحضر: {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ}.
8- الصلح مع إخوته: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} [يوسف: 100].
9- الشكر له على النعم:
أ- الملك: {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ}.
ب- علم تفسير الأحلام: {وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ}.
ج- نعمة الموت على الإسلام: {فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101].
ثالثًا: إخوة يوسف عليه السلام:
/1/ الجريمة الأولى في حق يوسف عليه السلام:
الشروع في قتل يوسف: وهي جريمة مكتملة الأركان، من حيث سبق الإصرار والترصد، قام فيها الجناة (إخوة يوسف) بعقد النية والاتفاق الجنائي بينهم، ورسم الجريمة وتنفيذها في أخيهم يوسف-عليه السلام-.
أولًا: الدافع للجريمة: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} [يوسف: 8]. لما ظنوه من قرب أبيهم من يوسف، وتدليله، وعدم جعله يشاركهم الرعي.
ثانيًا: ارتباط السلوك الإجرامي بسوء الخلق: {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [يوسف: 8].
ثالثًا: الاتفاق الجنائي واستعراض الخيارات: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا} [يوسف: 9].
رابعًا: نية التوبة بعد الجريمة: {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} [يوسف: 9]، وبزوغ القاعدة الفقهية: (الإصلاح بعد جريمة)، يقول تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 17].
خامسًا: اختلاف درجات الإجرام والمسؤولية الجنائية بين المجرمين في الجريمة الواحدة: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} [يوسف: 10].
سادسًا: خطوات تنفيذ الجريمة:
1- التمسكن للأب وإظهار الحب ليوسف: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} [يوسف: 11].
2- الإغراء بالأكل واللعب (احتياجات الطفل الأساسية): {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} [يوسف: 12].
3- والتعهد بالمحافظة عليه: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [يوسف: 12].
ملاحظات:
توصل إخوة يوسف بالغريزة إلى أحداث أبحاث التربية في تربية الطفل وهي:
1- أمانة المعلم على الطفل.
2- الرفق بالطفل عند النصح له.
3- توفير المأكل والملعب أهم من تلقي العلم في هذه السن الصغيرة ارجع إلى حديث الرسول: «لاعبوهم على سبع، واضربهم على سبع، وصاحبهم على سبع»، والمثل الشعبي: (اديه رمحه وما تدهش قمحة!).
4- توفير السلام والحماية للطفل.
ملاحظات:
إخلال إخوة يوسف عليه السلام بجميع شروط العقد:
أ- تعهدوا بسلامة يوسف عليه السلام، وهم به متربصون.
ب- تعهدوا بالنصح له، وهم له كارهون.
ج- تعهدوا بالمحافظة عليه، وهم له مضيعون.
د- أخلوا بعهدهم في جعله يأكل ويلعب.
أكاذيب إخوة يوسف بعد الجريمة (الحبكة الدرامية):
1- الحضور عند العشاء يبكون (الرعاة لا يتأخرون- عادة- بعد المغرب إلا لأمر جلل): {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ} [يوسف: 16].
2- اختلاف الرواية: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} [يوسف: 17].
3- شكهم في أقوالهم: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} [يوسف: 17].
4- أول دلالة للطب الشرعي في التاريخ: الدم الكذب: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} [يوسف: 18].
/2/ الجريمة الثانية في حق يوسف عليه السلام:
1- القذف: {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ} [يوسف: 77].
2- معرفة يوسف بسلوك إخوته: {قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا} [يوسف: 77].
3- اعتراف إخوة يوسف بفضله عليهم وسوء فعلهم: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} [يوسف: 91].
4- توبة إخوة يوسف واللجوء إلى أبيهم ليستغفر لهم: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف: 97].
رابعًا: بعض المظاهر السلوكية والاجتماعية للطبقة الراقية في سورة يوسف عليه السلام:
/1/ امرأة عزيز مصر (أسوأ النساء حظًا في التاريخ):
أ- صاحبة أول جريمة اغتصاب فاشلة تقوم بها امرأة لرجل في التاريخ.
ب- لم ترزق الذرية، وأوقعها حظها العاثر في غواية نبي معصوم.
ج- وصاحبة أخلد فضيحة، إذ صارت قرآنًا يتلى حتى يوم الدين.
/2/ إن المرأة تأخذ المبادأة: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ} [يوسف: 23].
/3/ وإنها قد تكون الطرف الموجب: {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23]
/4/ وقد تكون مغتصبة: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24]. لكل فعل إنساني ثلاث مراحل: إدراك ووجدان ونزوع، ولقد أتمت امرأة العزيز الفعل بأكمله، ولكن الفعل وقف عند يوسف عند مرحلتي الإدراك والوجدان (مراحل نفسية داخلية)، وتوقف عند النزوع (حيث لا حساب)، لأمر أظهره له الله تعالى: {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24].
/5/ وقد تلجأ إلى المطاردة: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ} [يوسف: 25].
/6/ وقد تلجأ إلى العنف لتحقيق مرادها: {وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} [يوسف: 25].
/7/ وقد تستخدم الكذب وقول الزور عند افتضاح أمرها: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف: 25].
/8/ ولها من النفوذ ما يجعلها تقترح العقوبة: {إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف: 25]
/9/ ضعف شخصية الزوج: (إما لضعف شخصيته أو لعجزه الجنسي أو الخوف من تأثير الفضيحة على مستقبله السياسي) وعدم المقدرة على توجيه الاتهام مباشرة إلى زوجته فعد تكشف إدانتها واللجوء إلى تعميم الاتهام إلى عموم جنس المرأة: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [يوسف: 28].{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ} [يوسف: 29].{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} [يوسف: 30].{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ}.{أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}.